إنَّ للوَقْت أهميَّة عَظيمة على المُسلِم أنْ يُدرِكها، وعليه أنْ يَحرِص على اغتنام وقتِه بِكُل ما يَعود عليه بِالمَنفعة، وأنْ يُسارِع إلى استثمار أوقات فراغه، واستغلال صِحَّته قبل أنْ يَسقَم ويُصبِح غير قادر على استثمار وقتِه كما يَجِب، وعن أبي بَرْزةَ الأسلميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عله وسلَّم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ)، فَسوف يُسأل المُسلِم يوم القِيامة عن عُمره فيمَ أفناه، وحَرِيّ به أن يُحضِّر نفسه لِلإجابة الّتي ستُسعِده في الدّار الآخرة، وليست العِبرة في إنفاق الوَقْت فَحَسب وإنَّما في استثماره، فَالوَقْت إذا تمَّ إنفاقه نفذ وضَاع، أمّا إذا تمَّ استثماره فإنَّه ينمو ويُزهِر، فلا يُنفِق الإنسان وقته في أحاديث غير مفيدة، أو في مجالس الغيبة والنَّميمة، أو فيما يُغضِب الله جلَّ وعَلا.